طريق دعم الميزانية الشاق تونس على وقع تراكم أجال تسديد قروض متوسط المدى بمبالغ مرتفعة هذا العام والبحث عن قروض أخرى

يشهد العام الحالي حلول آجال جملة من القروض التي تحصلت عليها تونس في السنوات القليلة الماضية،

القروض قصيرة ومتوسطة المدى وان كانت تنفرج معها بعض الصعوبات إلا أن حلول آجالها في وقت يتزامن مع تواصل الوضع على ما هو عليه أو يتدهور أكثر فانه يشكل عاملا ضاغطا على المالية العمومية.

جاء في قانون المالية 2024 أن اللجوء إلى القروض متوسطة المدى أدى إلى تراكم أجال تسديدها بمبالغ مرتفعة فبالإضافة إلى أن تونس مطالبة هذا العام بتسديد 12.315 مليار دينار قروض خارجية فمن المتوقع أن يرتفع حجم دين الدولة في نهاية سنة 2024 إلى 79.81%من إجمالي الناتج المحلي
مقابل 80.20% سنة 2023 و79.83% سنة 2022 وذلك نتيجة تأثير أسعار الصرف.
ويتواصل مخاطر التمويل قصير الأجل أسعار الفائدة عادة ما تكون مرتفعة للغاية. وذلك لأن القروض تعتبر عالية المخاطر من قبل المقرضين.
في 2024 تمت برمجة 16.4 مليار دينار اقتراض خارجي من بينها 14.4 مليار دينار لدعم الميزانية ووضعت تونس في البرنامج قروض منتظرة من مؤسسات مالية دولية على غرار صندوق النقد العربي بقرض يعادل 38 مليون دولار والبنك الدولي ب 63 مليون اورو والبنك الافريقي للتصدير والاستيراد ب 400 مليون دولار مع التعويل على قرضين من الجزائر والسعودية ب 500 مليون دولار من المملكة العربية السعودية و300 مليون دولار من الجزائر.
وباعتبار ان القروض المسندة من المؤسسات المالية عادة ما تكون بفائدة ضعيفة وسنوات امهال اكثر فانه بالنسبة إلى القروض الثنائية كان آخر قرض من السعودية قد تحصلت عليه تونس في 2023
وتم منح القرض لتونس بنسبة فائدة بـ5% سنويا وفترة سداد 7 سنوات منها سنتين إمهال، وتقدر قيمة القرض بـ400 مليون دولار أمريكي لتمويل ميزانية الدولة.
اما القرض الجزائري الاخير والبالغ حجمه 200 مليون دولار يسدد على 15 سنة منها 5 سنوات امهال و بفائدة سنوية ثابتة بنسبة 1% .
امام تدني الترقيم السيادي لتونس الذي مازال سلبيا وتوقف البرنامج الثنائي بين تونس وصندوق النقد الدولي ستجد تونس صعوبات في تخطي التمويل الخارجي والنجاح في تجميعه هذا العام
وفي بحثها عن مصادر وموارد مالية قدمت الحكومة مشروع قانون يسمح للبنك المركزي بتمويل الخزينة، في خطوة تهدف على الأرجح إلى تمويل عجز الميزانية صادق عليه مجلس نواب الشعب في فيفري الماضي بالإضافة الى الاقتراض الداخلي سواءا عن طريق الاكتتاب او من البنوك.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد اعلنت في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي صرف، يوم الاثنين، 150 مليون يورو لتونس، دعماً للميزانية.
وتواصل تونس مساعيها لتمويل ميزانية بحجم 77.9 مليار دينار من بينها 16.4 مليار دينار قروض خارجية.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115